آخبار عاجل

 أما كان الأفضل أن تتأنى .. قصة قصيرة بقلم : سلوى المؤيد 

09 - 04 - 2019 12:00 3264

 

نظرت سهير إلى زوجها وهو يستعد للخروج والسهر مع أصدقائه ،كان  اليوم هو عيد زواجهما  السادس،وقد ظنت أنه سيأخذها إلى مطعم ليحتفلا به.

سألته وهو يرتدي ملابسه .

-إلى أين أنت ذاهب

قال بلا مبالاة

-سأذهب إلى السوق ثم سأرى أصدقائي

ارتعش قلبها ألماً وهتفت

-هل ستسهر معهم؟

-أظن ذلك

-وعيد زواجنا ألن نحتفل به؟

التفت إليها بلا مبالاة وقال

  • ألم نحتفل به البارحة ،لقد انقلب التاريخ ونحن هناك في الحفلة  فكان صدفة جميلة

أهكذا ينظر زوجها إلى زواجهما  ،كانت غير قادرة على التصديق ،

-هل هو واجب تؤديه وانتهى الأمر

-حل بالأمس كنا في حفلة واحتفلنا به . الليلة اريد أن أسهر مع أصدقائي

لقد تأخرت عن موعدي

وخرج من البيت مسرعا.

مشاعرها المتألمة تحرق قلبها .ألقت بنفسها على الفراش وبكت ، بكت حباً كانت تعتقد أنه لشخص يستحقه، هل أخطأت بزواجها منه ،منذ الشهر الأول من زواجهما اكتشفت أنه مختلف عنها كثيراً ،أحياناً يكون طيباً وعاطفياً وأحياناً قاسيا جارحاً لمشاعرها بلا مبالاة مثلما فعل  الليلة .

حاولت أن تنسى ألمها بإن تذهب مع طفليها إلى حديقة الألعاب الكبيرة  قبل أن تغيب الشمس .

لكن تفكيرها يأبى أن يتوقف ، ها هو الشخص الطيب الذي أحبته يختفي لتبرز لها شخصيته القاسية المزاجية ..ليتحول إلى إنسان آخر لا تعرفه   .

كيف يمكنها أن تستمر في حياتها معه ،إنها عاطفية جدا ..بل أنها تشعر أنها لا تستطيع أن تحيا بلا تلك المشاعر العاطفية الجميلة.

لم تستطع أن تمنع دموعها من أن تسيل على خدها ،نظر إليها ابنها وسألها

-أمي ما بك تبكين"

حاولت أن  تتماسك رغم الألم الذي بدا على وجهها

ـ لاشى ..فقط  تذكرت أخي الذي توفى

قال لها ولدها

  • - هل تلعبي معنا لعبة الإ ستغمائة؟
  • - طبعا سألعب

ونهضت لتلعب مع أبنيها لتحاول نسيان حزنها

أغمضت عين إبنها ،وأخذ يركض وراءها وهي تحدث صوتاً ليسير ورائه  ،لكنها حزينة ،داخلها حزناً عميقاً لا يستطيع لهوها مع طفليها أن يمحوه ،إنها تشعر كما لو أنها  قد اصطدمت بصخرة قاسية .

  • انتبهت عندما أمسك بها إبنها قائلاً

 -أمي دورك الآن

  • وأمسكت بالمنديل  لتربط عينيها .

 مضت نصف ساعة وهي تلعب مع إبنها لكن الألم لا زال في نفسها بودها لو كان أمامها لتصرخ في وجهه وتقول له أن ينتبه ولو قليلاً ،إن الإنسانة التي تعيش معه ستموت مشاعرها لو جفت معاملته لها ،إن قلبها مضخة تمتص العواطف فتسيل في شرايينها لتعيش .ودخلت إلى غرفة نومها بعد أن طلبت من ولديها أن يتركاها وحدها قليلًا.

وسالت دموعها وهي تتذكر معاملته الرقيقة دائماً قبل الزواج حتى عندما يتشاجران يحاول أن يكلمها اليوم التالي ..ما الذي تغير الآن ؟..أين ذلك الرجل الوسيم الطيب  ،لقد بدأ ت تلاحظ التغيير على شخصيته منذ أيام  شهر العسل ..حتى أنه لسبب تافه خاصمها ثلاثة أيام.. هل من يحب يفعل ذلك ..أم يكون حنوناً على من يحبه.. هو شهر واحد لكنهما تشاجرا عدة مرات ..هل أخطأت في اختياره ..وخدعتها مشاعرها العاطفية فلم تنتبه لجوانب شخصيته الأخري  لتتفادى هذا الزواج.

هاهي السنة السادسة وهي تعيش في موجات من الرضا والطيبة والحنان من زوجها وأيام من الخصام والتجريح والصمت الذي يمتد إلى أيام لإتفه الأسباب .. شجاره وتجريحه لها لإسباب  تافهة  والضحية هنا أبنائها الأبرياء   

لماذا لم تستمع إلي نصيحة والدها عندما قال لها أنه لا يناسبها أبداً .كان والدها ذو نظرة بعيدة وعلى معرفة ببيئته وتدليل والده الشديد له   ..التدليل يجعل الإنسان أنانياً لا يهمه إلا نفسه وراحته  ..وهي اليوم تعيش معه والأنانية تراها مجسمة في سلوكه معها  ..يتصيد أخطائها ليضايقها ويجرح شخصيتها ..لماذا يفعل ذلك ..هل يشعر بالفيرة من شخصيتها القوية

هي لا تجد سببا لذلك إلا حب السيطرة عند الرجل الشرقي المعقد

  حب السيطرة.. على تصرفاتها وإشعارها بالذنب عندما لا تطيعه أو عندما تكون صريحة أحياناً

منذ بداية زواجها خلافاتهما سببها ..هذه الإنتقادات الجارحة ..وعدم  اهتمامه بمشاعرها ،لا يحنو عليها ويسمعها كلاماً عاطفيا جميلاً ،هي امرأة جميلة وتتوقع أن يكون أكثر رقة معها أثناء علاقته معها كزوج   ،لكنه شخص لا يؤمن بالمشاعر العاطفية ..يريد أن يمارس حقوقه الزوجية كما يشاء دون أن يراعي مشاعرها العاطفية الحساسة .

 كانت تتمنى زوج لطيف حنون ،مثقف.

 نعم خطأها أنها لم تدرك ذلك قبل زواجها بسبب عواطفها الجياشة نحوه رغم انها كانت تعلم أنه لم يكن يميل إلى القراءة أبدا ،ولا يوجد بينهما حوار فكري  ،فلماذا  استعجلت في زواجها وخسرت فرصتها في زواج متكافئ .

 تمنت لو تأنت قبل أن تقرر الزواج منه ،تمنت لو كانت أكثر واقعية حتى لا تخونها عواطفها وتورطها في زواج لا توجد له قاعدة راسخة من التفاهم والنضج العاطفي ،أحياناً ترى زوجها كطفل لم يكبر ،إذا لم يحصل على ما يريد يغضب بشدة ويسمعها كلاماً جارحاً لا يصدر من إنساناً ناضجاً .بماذا يفيد ندمها  الآن لقد تزوجته وأنجبت منه ولدين   وعليها أن تصبر و تتأقلم على واقعها ومزاجه المتقلب ..وربما يتغير يوما ويدرك خطورة معاملته لها ،التي قد تجفف عواطفها وترحل عنه يوماً .

 نهضت من جلستها وهي متشائمة ،من مستقبل علاقاتهما كزوجين وخرجت من غرفة نومها لتقص على ولديها قصص ما قبل النوم كعادتها لعلها تتجاوز ما سببه لها زوجها من ألم نفسي  .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved